المربي سليم ربح على عرشِ التَّربيةِ والمحبَّةِ والخلود

هيثم عربيد

بالأمس ذُرِفَتْ دموعُ الورودِ والزهورِ والإنسانيّةِ معاً، وانحنَتْ بالشكرِ والإمتنان، لِمن أعطانا وأهدانا فرحَ التربية..ِ، وصِدْقَ الكلمة..، ومحبَّةَ الحقيقة..، وجمالَ العِلم..، وروحَ الإيمانِ بالمعرفة..، وحقيقة المحبَّة..، وصدى الزّرعِ بالإمكاناتِ والقدراتِ والتّجلّياتِ الإنسانيّةِ والرؤيويَّة..، ورنين الحروفِ والجملِ داخلَ ممرّات الإنسان المتلقّي والمستنتج لعلومهِ وفنونهِ وانقلابه الشاملِ في أتونِ أيقونتِه الإحتوائيَّة…

زهرةُ الياسمين أشرقّتْ بثوبِها الأبيضَ، لنراها بجماليّة العقل المتجسِّد بالعمائمِ البيضاءِ، وبصفاءِ القلوبِ والعقولِ المتعالية والآتيةِ للعزاءِ بِمن أرسى التّربية بأرقى وأبهى صورةٍ للإنسانيَّة جمعاء، وهو في الهدوءِ الكليّ وفي السكونِ السليم بمثواه الأخير، والمستسلم للصمتِ، وصمتِ الصمتِ الأبدي، وكأنَّه السعادةَ المرتويَّةَ بالسلامِ كما أحبَّ، وهو الشامخُ كالأرزِ بلغةِ الثباتِ المبدئيّ، وامتشاق اليراعِ المعرفيّ والتعليميّ، حتّى النصرِ وولوج العُلا في الشرأبةِ الدائمةِ نحوَ الحياةِ والحريّةِ.. ولقد أضحى اليومَ ببدايةِ الإشراقِ والخلودِ، كما كان، وسيبقى ويستمر، رُغم استبدالِه لقميصِ الحياةِ باكراً، ومحبَّةِ معانقته الخالق في الموتِ والحياةِ الحياة، كوحدةٍ لا تعرفُ الابتداءَ والإنتهاءَ في حقيقةِ وجوهرِ البدايات والنهايات وما تزرعُهُ الإنسانيات!!!…

إستمرَّ الجميعُ بعبورِ دربِ الوداعِ للإحاطةِ بعرشِ المحبَّة لنعشِ الرّحيل السليميّ، من خلال النظرات والكلمات التأبينيَّة الأخيرة، والدموعُ التي تُذْرَفُ على من أحبَّنا حتّى الثمالةَ، واستمرّت الجموعُ المتدفِّقةُ تزدادُ، وبأعماقها تتراكَمُ الحسرةُ واللوعةُ والألمُ، وهي تستذكرُ الحُلُمَ والحقيقةَ التربويّةَ المحصَّنةَ بتمتماتِ الطّفولةُ، وبسماتِ الصّغار، وتطلّعات الشبابِ والكبارِ، وبمنتديات العِلم والعملِ لحمايةِ العدلِ والمساواةِ من أجلِ الإنسانِ…

سليم ربح

كانت الذكرى الممزوجة ببحرِ العطاء الإبداعي المتنوّع واللامحدود للمربي الكبير والقدير والمخلص أبدا سليم ربح، تغمرُ الجميع..!!… واستمرت الحشود ووفود الأحبة الآتين من كلِّ أرجاء الوطنِ ومن عرين بلدته بتلون التي رسمها بأقلامٍ من ذهبِ الفكرِ والعقلِ والأخلاق، تأتي لتودِّعَ النزاهةَ والقيمَ والإحترامَ والوعي والشرفَ بشخصهِ المتزيَّنِ بصفاتِ الجمالِ الإنسانيّ، وخصالِ المرتمي والمتمسّك بعبقِ وعشقِ الحقيقة الرّبانيّة المتهادية بالغمرِ الزمنيّ والمكانيّ، وبرؤى النبضِ التعليميّ والتربويّ والإداريّ السليم، وهو من تتوَّجَ على القممِ الإداريّةِ بالقدرةِ والحقِّ، وتوَّج العقلَ بالإرادةِ والإدراكِ والنّجاحِ والقرار، وبخطوطِ الإبداعِ المنسوجةِ بيراعهِ كلوحةٍ لندى الورودِ الصّباحيّةِ المتعاكسةِ مع شعاعِ الشّمسِ وألوانِها المتكسِّرة والمتجذِّرة ما بينَ اليراعِ ومحاكاةِ الآخرِ بالجمالِ الجمال، والشّعر المستيقظ بفجرهِ الدّائم والباسم في الخلقِ وجدليَّة الوجود، والفلسفة المتعملقة بكتاباته وإنشاداته وتلاوينه المتوسِّعة، وهو المدرّس للمواد العلميَّة بجدارةٍ مضيئةٍ في الجسم التعليميّ، ولقد تلاقى بموسوعتهِ المتنوّعةِ والمتنوّرةِ ما بين النثرِ والرسمِ والشعر والموسيقى والخط والفلسفة مع أمواجِ الإبحار التربوي المتجدّد في رونقِ العطاءِ والتّضحيّةِ لأجلِ الفكرِ الإنسانيّ المبدعِ، والمتحرّرِ بأنماطِ العقلنةِ والحكمةِ والهدايةِ والدراية، كي تنتجَ الأجيالُ سلامَ الأقوالِ والأفعالِ بشخصيَّةِ الإنسانِ المتفاعلِ والمترابطِ بالوعي الكليِّ.

وهو أشرقَ بهمساتِهِ الدنيويَّة وما بعدها، ليدخلَ بكلِّ منعطفاتِ البيوتِ التي اعتلت بفضلهِ الشهاداتُ العلميّةُ والعمليَّةُ والإنسانيّةُ اللامتناهية!!!..، وهو المربي الفاضل، والأستاذ المبدعُ، والمهتدي الحقيقي لخيوطِ الإنسانية التي تنيرُ دربَ الحياةِ بالفضيلةِ المنعتقةِ بمنظومةِ الأخلاقِ، وجوهرِ التّربيةِ الهائمةِ فوقَ جماليَّةِ الإندماجِ الخلاّقِ للمدادِ المتزيّنِ على صفحاتِ الكُتُبِ وأوراقِ الدّراسةِ، والتي تكوّرت كتعاليمٍ ببوتقةِ النّجاحِ والتّفوقِ من خلالِ سليم العقل المتمادي بالإدراكِ التلقينيّ والتعليميّ لكافةِ الأعمارِ، وهو الآتي من خلفِ رسالةِ الإستقامةِ التي أنتجها بشخصهِ المتدفّق بالحيويَّةِ والحركةِ ومضمونهِ الواثقِ بقدراتهِ، والملتمسِ المستنيرِ لشعاعِ الحقِّ والخيرِ بعمقِ مضامينهِ، والزّارع بالآخرين التحدّي وقيمِ الإنسانِ، بوداعةِ المؤمنِ والواثقِ والطاهرِ والمسترسل في الإبقاءِ لصرخاتِ الإنسانيّة والسناءِ ببيئتهِ الحاضنةِ للشعبِ ولبنان الإيمان في آن، وكلُّ ذلكَ هو أنتَ يا حبيبِ التّربيّةِ والتّوعيّةِ والتّنميّةِ في البناءِ بالإنسان الإنسان، يا سليمَ العطاءِ دونَ حدودٍ أو قيودٍ وبمحبةٍ لا تعرفُ إلاَّ الخيرَ والوجدانَ… لقد أدخلتنا بعالمِ الصفاءِ المنتج والمتعاكس من داخلِ النفوسِ الممزوجةِ بتعاليمك الرّاقية والمرتقية بالغمرِ الواقعيّ والإنسانيّ، والمندمجة بكلِّ أسرار الحريّة التي ترشدنا نحو النجاح الحقيقي!!.. وتهدينا للنطقِ بكلمةِ الحقِّ في مسالكِ الفرحِ والسعادةِ، وفي خِضَمِّ كوكبةِ الحياةِ التي تتجلّى بالأفقِ الإيمانيَّةِ المتساميةِ بصرخاتِ الحقيقةِ، وصمتها الهادفِ لانتزاعِ صدى المحبَّةِ التي تدفّقَتْ من مقلتيكَ وهي تُحاكي القلبَ بدغدغاتِ الرجاءِ، والعقلِ بحكمةِ ارتداءِ منابع القرار في الوفاءِ والعطاءِ والثناءِ والبقاءِ، والفكرِ في سلاسةِ الإستنتاجِ والتّحليل والإرتقاءِ…

سليم ربج المربي

وداعاً أيُّها المربي الخلوق.. والمتحلّي بالإشراقِ والشروقِ.. والصّديق الصّادقُ الصدوق.. والإنسان المؤمنُ الموثوق، والعقلُ المعطاءُ المرزوق.. والتربيةُ التي تفوقْتَ بِها ومعَها ولها كالعقلِ المتسامي بأسمى مخلوق… لكَ من قلبِ الفقراءِ والمعوزين والمحتاجين كلّ الشكر والمحبَّةِ والوفاءِ، لأنَّك علّمتهم دونَ مقابلٍ، وحميتَهم بالعلمِ كالّسنابل، وأرشدتَهُم للخيرِ والفضائلِ، وأنتَ ستبقى بالنسبةِ لنا وللإنسانيّةِ جمعاءَ كالخميرةِ في العجين، حتّى ننضجَ بالعقلِ ونلامِس الحقيقةَ باليقينِ!!!…

أستاذ سليم.. أنتَ باقٍ بالأسرةِ الأبيّة..، وبشبابِ وشيب بلدتِكَ بتلون الوطنيّة..، وبمن علّمتهم الريادةَ والتّألّقَ والنجاحَ بالخطوطِ العلميَّةِ والإيمانيَّة والإنسانيَّة..، ولكَ من العينِ والقلبِ أدْمُعِ المحبّة..، ونبضاتِ الشّكرِ والوفاءِ لِمن كان لنا أنقى نسمةٍ وهويَّةٍ…، ولكَ السّلام الدائم، ولكَ التحيّة…

 

اقرأ أيضاً بقلم هيثم عربيد

نكتبها بالنّور كما تكتِبُنا!؟

 المرأة الإنسان!..

ثقافة السلام الحواريّ.. لا الإستسلام الفئويّ!

الزمان والمكان عانقـا الحقيقة برداء الكمال الإنساني!

متحف ومكتبة الموسيقى العربيّة، حلم الإرادة التصميم المنتصر!

أيّها الشريف! أنت الوعد الأخلاقي للنضال الإنسانيِّ!

الرفيق طارق يأبى الرحيل، وهو باق بأسرة العمر الجميل!

التهديد للوليد لم ينه حلمَهُ البتّه، بوطن السّلام والحياة

صرخاتُ الألمِ!!.. بدايةٌ لإدراكِ عالم معلمي الشهيد!!!…

الإنتخابات البلديَّة هي المنطلق لكسرِ حلقة الفساد والإفساد

كيف نعملُ يا كمال؟!.

نسمات محبتك الدائمة.. لم ترحل يا أمّي!.

كمال جنبلاط لم يرحل!

وداعاً نبيل السوقي .. والفكر التقدّميّ سيتوّج حلمكَ بالإنتصار!!!…

الرئاسة بلغة الممانعة وديمقراطية الإقصاء…

معلمي.. ثورة للإنسان والإنسانية.. والحقيقة والحريه…

سمير القنطار… شهيد الوطن المقاوم…

كمال الولادة والشهادة، رسالة فجرٍ دائمة، للحريّة والسعادة!!!…

فؤاد ذبيان.. أرزةُ عشق تربويّةٍ

الحِراك المدَني وخطى النجاح المتلاشية والمهدورة!!!..