الإشتراكية الديمقراطية: إعادة تعريف؟

غسان غرز الدين

أنباء الشباب

أثبتت الانظمة السياسية التقليدية فشلها في العالم كله، فإذا تكلمنا عن الشيوعية، الرأسمالية، الإشتراكية، الليبرالية أو الطائفية السياسية التي تتميز بها الدول العربية نرى أنها فشلت بطريقة أو بأخرى.

النظام الإشتراكي الذي كان هدفه إلغاء طبقية خلق طبقة حاكمة جديدة، والنظام الرأسمالي الذي كان هدفه نظام إقامة إقتصادي مثالي أدى إلى إستيلاد أسوأ الازمات الاقتصادية.

إنطلقت الإشتراكية الديمقراطية في ألمانيا في العام 1869 مع تاسيس حزب العمال الألماني الإشتراكي الديمقراطي، وتحول بعدها إلى الحزب الديمقراطي الإجتماعي في ألمانيا.

20150104144023_91464

كان الهدف الرئيسي للحزب في ألمانيا أنه يجب تثبيت الإشتراكية من خلال الوسائل المشروعة وليس بالقوة بحسب الإشتراكية التقليدية.

وبعد النجاح الباهر الذي حققه الحزب في ألمانيا انتشرت الإشتراكية الديمقراطية في سائر أنحاء أوروبا.

تعتبر الإشتراكية الديمقراطية في تعريفها التقليدي حركة سياسية تستخدم مبادئ الديمقراطية للتحول من نظام رأسمالي إلى نظام إشتراكي.

الإشتراكية الديمقراطية تتشارك مع الأيديولوجية الشيوعية لكنها تتجنب التشدد والاستبداد والشمولية التي يتميز بها النظام الشيوعي.

الإشتراكية الديمقراطية كانت في البداية تعتبر سياسة المراجعة والتعديل لانها كانت تهدف إلى تغيير العقيدة الماركسية الاساسية.

إن مفهوم الإشتراكية الديمقراطية اعتمده البعض للتفريق بين الإشتراكية التي تتقبل الديمقراطية والإشتراكية الشمولية التقليدية.

الإشتراكية الديمقراطية هي حركة سياسية وإيديوليجيا متميزة، تتميز عن الإشتراكية العادية باستخدامها للديموقراطية، والمساواة، والعدل ودولة الرفاه.

بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية إستطاعت الأحزاب الإشتراكية الديمقراطية الوصول إلى الحكم في العديد من دول أوروبا الغربية، مثل ألمانيا الغربية والسويد من خلال الحزب الإشتراكي الديمقراطي وبريطانيا من خلال حزب العمال، ووضعت الأساس لبرامج الرعاية الاجتماعية.

IMG-20160607-WA0028

مبادؤها وسياستها كانت السبب الرئيسي في التناغم والإزدهار في أوروبا من خلال الدمج بين مفاهيم سياسية كانت تعتبر غير متوافقة مع بعضها مثل النظام الرأسمالي، والديمقراطية والاستقرار الإجتماعي.

بالإضافة إلى التخلي عن كل أشكال العنف والثورة كأدوات للتغيير الإجتماعي، إتخذت الإشتراكية الديمقراطية موقفاً حازما ضد كل أشكال الإستبداد والشمولية.

أثبتت الإشتراكية الديمقراطية أنها واحدة من أنجح المفاهيم السياسية في القرن العشرين.

وفي الختام، المشكلة في الشرق الأوسط هي تشويه للإشتراكية وحصرها في معنى وحيد وهو معنى الإشتراكية التقليدية التوتاليتارية.

الإشتراكية ليست دائما الطريق للوصول إلى نظام المثالية الشيوعية، بل هو عكس ذلك تماما في المفهوم الحديث وفي مفهوم كمال جنبلاط.

إن نجاح الإشتراكية لا يكون بإستمرار وتكثيف بؤس الطبقة العاملة، لا بل يكون بالقضاء على هذا البؤس.

التغيير لا يأتي دائما بالقوة والعنف إلا إذا كنا نعتبر أننا ما زلنا في القرن التاسع عشر.

كمال جنبلاط

كفوا عن المزايدة علينا لأنه من يدعي انه قرأ كمال جنبلاط عليه أن يميز بين الاشتراكية التي أرادها والإشتراكية التي تريدوها أنتم!