كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن الانتخابات الاميركية وموعد الانتخابات، وعن  تأثير وصول مرشح جمهوري أو ديمقراطي الى سدة الرئاسة على السياسة الأميركية الخارجية.

موعد الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأميركية هو 8 تشرين الثاني 2016، حيث سيتنافس فيها مرشحان، واحد من الحزب الجمهوري واخر من الحزب الديمقراطي.

اما في الوقت الراهن فما يحصل هو انتخابات داخل كل حزب لتحديد المرشح النهائي.

اصبح دونالد ترامب مرشح الحزب الجمهوري، بعد انسحاب تد كروز وجون كاسيش، وذلك بعد أن كان دونالد ترامب متصدر بفارق شاسع عن اقرب منافسيه.

اما في الحزب الديمقراطي تقتصر الإنتخابات على مرشحين وهما هيلاري كلينتون زوجة الرئيس السابق بيل كلينتون، وبيرني ساندرز.

تتصدر هيلاري كلينتون بـ 2228 ويليها ساندرز بـ 1454.

يبقى حتى الآن 1083 مندوباً، ولكي يصبح احدهما المرشح الديمقراطي عليه الحصول على 2383 مندوب.

المرشحين الأوفر حظا هما هيلاري كلينتون ودونالد ترامب.

وتشير الإحصاءات ان هيلاري كلينتون هي الاوفر حظا للظفر بالانتخابات الرئاسية.

لكن أبرز المستجدات طرأت بعد ان اصبح دونالد ترامب مرشح الحزب الجمهوري وهذا ما يثير خوف الحزب الديمقراطي، فهيلاري كلينتون خسرت عدة ولايات ضد دونالد ترامب،وهذا قد يؤدي الى إعادة النظر بترشيح هيلاري وهذا ما يزيد حظوظ بيرني ساندرز رغم عدم حصوله على الارقام المطلوبة.

بعيداً عن هذه الارقام ما هو تأثير وصول رئيس جمهوري او ديمقراطي الى الرئاسة؟

ما يهمنا هو النظر الى السياسة الخارجية الأمريكية وكيف تتأثر.

شهدت السياسة الخارجية تغيرات جذرية مع وصول اوباما اذا ما قارناها مع سابقه الجمهوري جورج بوش.

كانت السياسة الخارجية في عهد جورج بوش عنيفة، فقام بحرب أفغانستان والعراق وتدخل بكل قوة في القرارات في الشرق الاوسط.

اما سياسة اوباما فكانت نقيضها،كانت السياسة الأميركية اكثر مسالمة، وقام بخطوات عديدة اوباما للتأكيد على ذلك عندما سحب معظم القوات المسلحة من افغانستان والعراق.

ورفض التدخل العسكري في سوريا مع العلم انه هو من وضع الخطوط الحمراء للنظام السوري في حال استخدام الاسلحة الكيميائية.

إضافة الى ذلك، فإن الزيارة التاريخية التي قام بها اوباما الى كوبا والتي كانت الأولى من نوعها الى الجزيرة التي لطالما شعر الأميركيون انها عدوها الاول في القارة الاميركية.

اذا هل وصول رئيس جمهوري سيغير السياسة الخارجية التي اعتمدها اوباما، وستعود السياسة العنيفة؟

وهل وصول رئيس ديمقراطي يعني ان نهج اوباما سيبقى؟

لا يمكننا التكهن اذا ما ستعود السياسة العنفية ام لا، لكن الصراع الروسي الاميريكي سيتصاعد من دون شك في منطقة الشرق الأوسط.

والأزمة السورية ستطول اكثر فأكثر، وسيبقى الشعب السوري يعناني من المجازر اليومية وخاصة اذا كان الرئيس ديمقراطي.

وازمة الشرق الأوسط ستبقى معلقة وسيبقى الحال كما هو، وخاصة ازمة داعش في العراق وسوريا.

بالاضافة الى الأزمات الجديدة التي تلوح في الأفق منها الصراع الأرمني الأذري، وما هو الدور الذي ستلعبه الدول الكبرى.

——————————-

(*) مسؤول العلاقات الخارجية في منظمة الشباب التقدمي