وداعاً نبيل السوقي .. والفكر التقدّميّ سيتوّج حلمكَ بالإنتصار!!!…
هيثم عربيد
4 مارس 2016
منذ الصِبا ومنحى الشباب، تمرّد بنبله وأخلاقه ليساندَ أرض الكرامة في الشويفات بكلِّ منطلقات الحقّ، والإيمان بالحقيقة، فحاكى الثغور وساحات الوغى بإمتشاق سيفه العقلانيّ والتقدميّ الثائر بشخصهِ المتحرّر، ليزرعَ بذورَ الشهادة والإستشهاد في عرينِ الوطن أو بذورَ الحياة والإستمرار كمؤمنٍ بالحق ِومدافعٍ عنهُ بوطن الإنسان الذي أراده ويريده بخطى المبادئ، لترقى الأجيال وترتدي الحريّة كوجهٍ للجمالِ الإشراقيّ المستمر في سماءِ وفضاءِ وواقع الإنسان والإنسانيّة المنبثقة من جوهر المحبَّة.. فكان للنبيل بزنادهِ الفكريّ سلاح التصدّي والمواجهة لرفع راية الكرامة والوفاء والإخلاص، بِما آمن وعمل وجَهِدَ لأجلهِ، أي لهدى الميثاق وروحيَّته واندماجه التوعويّ بإعتلاء منابر الرسالة التقدميّة الإشتراكيّة التي تشرق كقيمةٍ مضافةٍ وأساسيَّةٍ للنبض الوجوديّ، الذي يثبت إغناء واحتواء لبنان التنوّع والتّطوّر والمعرفة والحياة، والذي جعل الرفيق نبيل السّوقي يتعمّد بمدادِ ريشةِ السلام ومِعول الحريّة الكماليّة، وبذراع الغرس الإيمانيّ المجبول بتراب الخير، ليتكامل ويتوحّد بثوب النضال والتضحية الدائمة، في إعلاء شأن القسم والإلتزام بهيكليّة ومنحى نسج السلام دون استسلام، وحماية المسلّمات الحياتيَّة بنهجِ العمل والدفاع والثورة، وحتّى بجلجلةِ ومعتركِ المحبّةِ والصفاءِ، لإرساء لغة الإنسان في الزمان والمكان، كغايةٍ محوريّةٍ لبناء الوطن، بجماليّة الإحسان، وتصويب الرؤية لبيادر العطاء المرسومة بلوحةِ الوداعة ولغة الفقراء والكادحين، التي تجري بإيمانك المتسامي أيّها النبيل المنعتق بمبادئ حزبك التقدّميّ الإشتراكيّ.. وهكذا كان النُبلَ بالنبيلِ، معتنقاً للحريّة.. ومتسلحاً بالإنسانيّة.. ومتمرّداً للحق وللهويّة التقدميّة والوطنيّة..، ومعطراً بالأعماق ِالشبابيّة منتديات الثقافة والإرادة التحرّريّة…
يا سيد الرجال في مدرسة الكمال، ستبقى شامخاً في علياء التحدّي والصدق بروحك وتاريخك المفعم بالنضال المتحقق، والمنثور في أرجاء الوطن وفي مدينة العِلم والنور والمحبة الشويفات وأهلها، التي أحببتها وأحبّتك حتّى الرمق الأخير، وهذا التاريخ الواضح والناصع والشفّاف الذي يعكس الإيمان التقدّميّ الحقيقيّ، لن ولم ينتهِ بالرحيل، بل سيبقى كأيقونةٍ جوهريّةٍ برسمِ الفرح المبدئي، ليكتب للأجيال خطى قسم اليمين الحزبي الذي عانقته واحتضنته بالإلتزام المتجدّد بصدى الضمير، والشّرأبة الدائمة نحو العلى في معرفةِ الذات اولاً، والإنطلاق للمدى الأوسع واللامحدود برحابةِ الإستنارة والبحث الدائم عن الحقيقةِ في دنيا الوجود والخلود!!!..، وتماديت نحو المثاليَّة والواقعيّة، لحمايةِ القيم الإنسانيَّة التي أرساها الكمال، ولم تزلْ وستبقى مع الوليد الوليد تلاقي الإرادة والحكمة لحمايةِ الوطن والإنجازات والمسلَّمات حاضراً ومستقبلاً، كي نتوحّد بالوعي في صياغة الحلم، وتحقيق الهدف المنشود، بإرادة حرّة واعية وفاهمة، كما خطَّها الكمال، وحبكتَها بالإلتزام، أيها النبيل بنُبلِكَ وقسَمِكَ…
الرفيق والأخ والصديق والمحامي نبيل السوقي، ستبقى المدافع عن صوابيَّة القرارات.. والمشاكس لمنع الإنحرافات.. والطامح لمنطقِ الإشتراكيَّة والتقدميّة في بناء المؤسسات.. والمغامر في انتهاج الحق دون تسويات.. والمؤمن بالثورة حتى تتجلى الأولويات في رداء الإنسان والإنسانيات.. والمتعنّت في الوضوح والصدق والشفافيّة، والإقتناع للإقناع، دون تزلفٍ أو تملقٍ أو رياءٍ أو افتراء.. والمناضل الحقيقيّ قبلَ وأثناء وبعد الحياة!!!… سنشتاق لصوتك الهادر والمدوَّي في أروقة الكلمة، ولسرعةِ ارتمائك بإنشاد الحقّ، ولإرادتك الخلاقة في التعبير والنقد، ونقدَ النقـدِ حتّى النورانيّة…
تحية نصرٍ ومحبةٍ تقدميّة.. يا رفيق الإنسان في معترك الوفاء للقيم الإشتراكيّة.. فنعشك تسامى كالعرش، لأنّك الثائر الدائم على قوس الحق والعدالة والمساواة في بناء الأسس الديمقراطيَّة الصحيحة والمرتكزات الوطنيّة الهادفة، حتّى نستحقّ الإنتماء لرسالةِ المعلم الشهيد كمال جنبلاط في ثورة الإنسان للحريَّةِ والحقيقة الوجوديّة…