فؤاد ذبيان.. أرزةُ عشق تربويّةٍ
هيثم عربيد
14 نوفمبر 2015
نزرعُ الأرز لتخليدِ الفؤادِ، وهو السبّاقُ في غرسِ أرز التّربية التي أزهرَتْ وتزهِرُ في الوطنِ كأنشودةٍ ترتدي ثوبَ المعرفةِ في حنايا المحبَّةِ، لبناء ِالإنسان وإرساء البُنى المؤسساتيّة للجمالِ التعليميِّ والتوعويِّ الذي أسَّسَ لهُ وأطلقهُ المربّي الأستاذ فؤاد ذبيان، حتّى خلَّدَ للوطنِ رسالةً تربويةً أضحَتْ اللغةَ التي تنتشر داخِلَ أروقة الوطن، لتحاكي التلاميذَ والطلاّبَ والأجيالَ بالعلم والسِّلم والجمالِ، لإدراك الكمال..!!، أَي جمالَ وكمالَ الصَّـقلِ العلميّ والمعرفيّ المبرمج والمُمَنْهج بلغةِ الحداثةِ والتقدّم والتطوّرِ والبحثِ المعمَّق، مع القيم المترابطةِ بالمنهجيّات المتساميةِ ضِمن مستلزماتِ التَّعليم الحقيقيّ، لمناداةِ براعم ِالوطنِ بالّنجاح والتفوّق ورسم المستقبلَ بحوافزٍ لا تنتهي!!…
أجيالُ الفؤادِ التربويّة حَمَلَتْ وتحمِلُ الرسالةَ الفؤاديّة في الحلم والتوجيهِ والإرشادِ والإنشادِ، كي يرتقي لبنانَ نحوَ اللّبننة بمنطلقاتِ الندِّيّـةِ والإستقلاليَّةِ في الإرتقاء مع محيطِنا العربيّ والدوليِّ والإنسانيِّ، ضِمْنَ خُطَى المؤسَّسات وحركةِ تطوُّرها اللولبيّ في آفاق بحرِ السّلام المتخبِّط بأمواج التلاطم لملاقاة السّنَا، من خلالِ هذه المداميكِ المرسومةِ بالخطى الفؤاديَّة في عالمِ التربيّةِ اللامحدودةِ، والمحبوكَة بنورِ العقلِ والفكرِ والإدراكِ المُتَجدِّدِ بسورياليَّة المشهد المنسوجِ بلونِ الحقيقة، التي أنشدَها وما زالَ المربّي والمؤسّسُ لمدارسِ اللّيسه ناسيونال الأستاذ الحاضر أبداً فؤاد ذبيان!!!…
المربّي الأستاذ فؤاد ذبيان شرأَبَ نحو العُلا لإصطهاء الشّمس في معتركِ التحدّي والبناء، فأضحى الشُعَاعَ المضيء بمنتديات التربيَّة والتعليم، ليُبعِـدَ اليمَّ عن هذا المسكنِ الجوهري الذي ينيرُ الهويَّةَ للإرتقاء نحو الحريَّة، على قاعدة العطاء في هذا الحقل البنيويّ، والعطاء بإيمانهِ لا يعرفُ الحدودَ الجغرافيَّةَ والمذهبيَّةَ والطائفيَّة والسياسيَّةَ الضيّقةَ، لأنَّ العطاءَ بعُرْفِهِ، حدودُهُ التربيةُ والأرضُ معا،ً ومملكَتُهُ الإنسانُ ثمَّ الإنسان ثمَّ الإنسان!!!… فهوَ الحاضرُ على التخوم التي يتيهُ بها المسكَنُ، ليرتدي السّكونَ والصفاءَ في العقول النابضة برسالتهِ المتماديةِ في أصقاع الحياةِ، وهو أضحى الفارس الذي أفرس في كلّ الوية اللألاءِ التربويَّةِ والمؤسّساتيَّة، ومنحى النهوض المتنوِّع والنسبيِّ للأوطانِ والإنسانِ كي يتجلَّى من خلالِ العِلم والتعليم، لولوج وإرساء بهرِ النُهى وبلوغ سدرة المُنتهى!!!…
خلفَ مواسم التَّربية، ينبري الإنسانُ في الوطنِ ليجدِّدَ أعمدةَ بعلبك وجبيل وصور وكلَّ جماليَّات التراث الوطنيِّ المنسوج عبرَ التاريخ، كي يحاكي الحداثة بكلِّ لغاتِ الحياة ويستدرِج الأصالةَ الإنسانيَّةَ ما بينَ الماضي والحاضرِ، ضِمْنَ دائرة تُجـدِّد الأسسَ الخلاّقةَ في شتّى منتديات التربيَّةِ الفرديَّة والجماعيَّة والإنسانيَّةِ، حتّى يعتلي الإنسانُ بمداميكِ الإرتواءِ والمحافظة على ورودِ ورداءِ البيئة ومسالكها، لحمايةِ الرّؤية والمشهدِ الربّاني في حقول المعرفةِ المتربّعة على عروشِ الفكر المُتَطوّر بمنطلقاتِ تضحيات الكبارِ، وها نحنُ نغرسُ الأرزَ في قممِ الجبال لنستنير به وهو يداعبُ الشَّمس لينثُر شُعاعهَا بلوحةٍ طبيعيةٍ تُمجِّدُ الخالقَ وتحمِلُ بمضمونها وأغصانِها إسمَ من حملَ التربيةَ على أكتافِه، ليرفعَها نَحوَ النبضِ الإنسانيِّ المتسامي بمسلَّمات مضمون العمل والعِلم، ليبقى العلم حاملاً أرز الوطن، وليبقى الأرزُ حاملاً مجد الكبـارِ، وهُم أعمـدةُ الوفـاء والتضحية والقيـم والعطاء،ِ لتستمرَّ عقاربُ الحياة بلونها ووهْجِها الفؤادي، وهي تنعتِـقُ مع المربي الكبير الأستاذ فؤاد ذبيان كمنارة للأجيالِ، وضياءٍ للخلود الإنسانيِّ المستنيرِ بلغة العقلِ كلّ العقل… وتستمرُّ الرسالةُ كما أرساها الفؤادُ، بالثقةِ والنزاهةِ والتجدُّدِ بمفهوم عصريّ متألّق …
شموخ الأرز بيحكي النور بيرسل وهج المجد يقول
عالـي صوتـك يا فـؤاد مـا بيرحل ضياء النـور
خالـد إسـمك بين الأرز وزارع حب الوطن زهور
زهور الكلمه بجسـد القلب عقل بينبض وفكر يثـور
لــ يبقـى جمـال الأرز عَلَـم وعِلم وزرع وغرس
غرس الحرف بنبض الكون رسالة حـب بأسمى لـون
لـون بيرسم فـؤاد القلب وقلب بيكتب الفـؤاد بحور
حتّى نكمّـل جمال الإسـم منزرع أرز منحصد سِلْـم
منرسي وطن بفضل العِلـم منصرخ صرخة لبنان الحلم
بـدنـا وطـن، فـؤادو العِـلـم