جنبلاط : للإبتعاد عن العبث السياسي.. والمدني

منير الربيع (المدن)

السؤال الوحيد الذي يطرح على رئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب وليد جنبلاط في هذه المرحلة، هو سؤاله الشهير: إلى أين؟ يصح إسقاط هذا السؤال عند محاولة الإستفسار بشأن ما يجري في البلاد أو خارجها. وتنصب إهتماماته في هذه المرحلة على معالجة أزمة النفايات والحالة العبثية التي وصلت إليها البلاد من جراء هذه الأزمة، فيما الوقت ضاغط، والشتاء قادم، والنفايات تتراكم، وكل الحلول المقترحة تصطدم بتعنت البعض.

لم يعد يخفي جنبلاط امتعاضه من إعتراض الحراك المدني لأجل الإعتراض فقط، فهم لا يريدون، بحسب ما يقول لـ”المدن”، حلّاً لأي مسألة، لأنه “حين يتم اجتراح حلول سرعان ما تخرج أصوات الناشطين المدنيين بالرفض، من دون تقديم أي وجهة نظر بديلة، فهم لا يريدون المطامر، ولا يريدون المحارق، ولا يريدون أي حلّ يجري تقديمه، فماذا يريدون؟ لا جواب واضحاً لديهم”.

بالنسبة إلى جنبلاط فإن أزمة النفايات هي أزمة وطنية برمتها، تتخطى المفاهيم المذهبية والمناطقية، و”على جميع المناطق تحمل مسؤوليتها لمعالجة هذه الأزمة”، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن جنبلاط بعيد تكليف وزير الزراعة أكرم شهيب برئاسة لجنة النفايات، اقترح إدخال عدد من الخبراء البيئيين، ونشطاء المجتمع المدني المطلعين على مختلف جوانب الملف، وقد شاركوا في صوغ الخطة التي أقرت في مجلس الوزراء، فيما رفضها الحراك المدني.

وعند سؤال جنبلاط عن أزمة النفايات وإلى أين تتجه الأمور، يجيب بالقول إن “الحراك المدني هو الذي لا يسمح لنا بالتحرك، وعند تقديم أي مقترح يخرج معارضاً لأي حلّ”، لافتاً إلى أنه “يجب حلحلة الموضوع لأن الأمر لم يعد يحتمل، ويجب أن تبدأ الحلحلة بحل العقد عقدة تلو الأخرى، ولذلك يجب أن نبدأ من نقطة معينة”.

يتوقف جنبلاط عند الشعارات التي يطلقها الحراك المدني، يأتي على تناول مسألة إسقاط النظام، ويسأل: “كيف سيتم إسقاط هذا النظام؟”، قبل أن يضيف: “يجب إصلاحه من الداخل عبر إدخال الإصلاحات إلى صلبه، وهي تبدأ بإقرار قانون إنتخابي عصري وجديد، لكن هذا لا يمكن أن يحصل قبل إنتخاب رئيس للجمهورية، لذلك فلننتخب الرئيس، ولنقر قانون الإنتخابات، ولتترشح النخب وتصل إلى السلطة، ونحن لا نعارض ولا نمانع ذلك، ولسنا متمسكين بالبقاء، بل يجب الإنطلاق من مكان ما”.

تفرض تطورات المنطقة أيضاً الطرح على جنبلاط سؤال، إلى أين تتجه الأمور، لا سيما في سوريا بعد التدخل الروسي، لكنه لا يريد الحديث عن الأمر لأن “همي الأول هو حلّ قضية النفايات وأزامتنا الداخلية، بكل تواضع، الروس موجودون في الأساس، فلنهتم بشؤونا”. ثم يعود تلقائياً إلى النفايات، ويشدد على وجوب الخروج من عبثيتها وما يرافقها، ويعتبر أن الحملة الإعلامية التي رافقت هذه الحراك أدخلت البلاد في العبث المطلق. ويكرر أن الحل يجب أن ينطلق من نقطة واحدة لأن “الخطة التي أقرتها الحكومة هي الأكثر واقعية وقابلية للتطبيق من أجل الخروج من الأزمات المتتالية”.

يبدو جنبلاط مرتاحاً إلى الحوار الذي دعا اليه رئيس مجلس النواب نبيه بري، ويعتبر أنه سيؤدي إلى نتائج، وعند سؤاله عن مسألة الإنتخابات الرئاسية وإمكانية التوصل إلى تسوية لإنجاز هذا الإستحقاق، يقول: “لا تزال بعيدة، طالما أن ليس هناك إهتمام إقليمي، ولذلك يجب أن نتواضع، ولنبدأ بحل النفايات”.