كفى كفى كفى!

وسام القاضي

كل طرف في لبنان أصبح يغني على ليلاه، ولم يعد هنالك من إجماع على التوافق بحده الأدنى للتخفيف من هموم ومعاناة اللبنانيين، أينما نجلس وأينما نذهب الحديث المتداول بين الناس يدور حول المعاناة بكافة أشكالها والنق سيد الموقف، النفايات في كل حدب وصوب، وإذا أزيلت من الشوارع ترمى في الوديان وفي الأحراش أو في الأراضي الخالية، أما الكهرباء فبأسوأ أحوالها مع العلم أن ما من عواصف باردة من القطب الشمالي وما من حرارة عاتية من الصحراء أو من شمالي أفريقيا، حتى أن المحروقات إنخفضت أسعارها وبالتالي إنخفض سعر الفيول للمحطات الكهربائية، ولكن لا من كهرباء.

حتى المياه التي وعدتنا الطبيعة بأن ما أنعمتنا به في الشتاء سيرتد إيجاباً في الصيف، فالتقنين في المياه مستمر وبإزدياد مضطرب. أما حال الطرقات فليس بالأحسن، وأصبحت معظم الطرقات في القرى بحالة مزرية ولا من أي مشروع تأهيلي في المدى المنظور.

أمام هذه الصورة القاتمة والسوداوية يطل علينا العماد ميشال عون بأفكاره المنيرة ليطلب من الناس النزول إلى الشارع، وطبعاً بعد الدوام في تمام الرابعة وبسياراتهم وليس كمشاة لكي لا يجهدوا أنفسهم بالسير على الأقدام، بل بالتنقل داخل السيارات المكيفة، إنها تظاهرة على مستوى طبقة راقية، ولكن من أجل ماذا يتظاهر، بالطبع ليس من أجل ما ذكرت آنفاً وما لم أذكر، فقط من أجل أن يأتي الصهر قائداً للجيش، وبغض النظر عن المعرفة الشخصية أو عدمها للعميد شامل روكز، إلا أننا نظنه وكأنه نابليون بونابرت أو صلاح الدين الأيوبي أو غيره من القادة التاريخيين، لأن العماد عون مستعد أن يخرب البلاد من أجل أن يصبح صهره قائداً للجيش الأرجح من دون أن يطلب هو منه ذلك.

ألم يعطل تشكيل الحكومة في السابق من أجل أن يأتي صهره الأول وزيرا للخارجية. ألم يعطل وما زال يعطل مجلس النواب من أجل أن يصبح رئيساً للجمهورية، وكل ذلك تحت شعار التصدي لتهميش المسيحيين.

عون

بالله عليك يا جنرال أليس الشعب اللبناني بكامله مهمشاً، فالوضع الإقتصادي المتردي أضيف عليه صيفاً حاراً جافاً إقتصادياً بسبب عدم قدوم الخليجيين نتيجة السياسة المعادية لحزب الله تجاه الخليج. والوضع الحياتي المزري بكل جوانبه المائية والكهربائية وحتى النفايات، بسبب تقاعس الحكومة عن وضع المشاريع المنتجة نتيجة تلهيكم بتعيينات سخيفة يراد بها مصالح شخصية وذاتية. والوضع الإقتصادي بإنحدار كبير حيث السوق العقارية والتجارية والصناعية في ركود خطير وكبير نتيجة تردد المستثمرين اللبنانيين والأجانب بسبب الأوضاع السياسية الراهنة والسجالات البيزنطية بين 8 و14 .

وماذا تقول يا جنرال للمواطنين الذين يشاهدون عمليات الخطف مقابل فدية مالية، والقوى الأمنية تعجز عن القبض على عصابات معروفة بالأسماء وأمكنة الإقامة، بينما في المقابل تسطر المخالفات في قانون السير بينما يتم التغاضي في قانون مكافة الجريمة والسرقة عن القبض على المجرمين، وإذا قطع مواطن شجرة أمام منزله يتم توقيفه ولكن إذا قتل ونهب يتم تهريبه. ألا يوجد تهميشاً لكرامة اللبنانيين في هذا الأمن الإجتماعي.

كفى إستهتاراً بعقول اللبنانيين، وكفى إستخفافاً بالأوضاع التي نعيشها، وكفى إستكباراً على واقع يعكس الحالة المزرية التي وصلنا إليها. فمن يريد العدالة والمساواة عليه السير بها، ومن يريد الشراكة الحقيقية عليه العمل بها، ومن يريد الدولة عليه تقويتها.

لهذا نجدد القول يا جنرال لك ولكل من يدعي الحرص على الحقوق وعلى السيادة وعلى الكرامة وعلى المقاومة، كفى كفى وألف كفى تضليلا للرأي العام لأن الإناء يرشح بما فيه.

اقرأ أيضاً بقلم وسام القاضي

كتاب مفتوح إلى السيد حسن نصرالله

ويبقى المقدم شريفاً في ذكراه السنوية

المرحلة الجديدة تتطلب تغييراً جذرياً بأسلوب العمل

عندما يرتقي التقدميون الإشتراكيون الى مستوى المرحلة

ما بين التوريث السياسي والوراثة الإقطاعية

زهرة على ضريح المعلم

قوة لبنان في حياده!

تقاطع المصالح والحسابات الخاصة

عودة الثنائيات وشد العصب!

الرقص على حافة الهاوية 

يوم الوفاء

وطن على شفير الهاوية

الجمعية العامة للحزب في ظل ما يحيط بالمنطقة من أجواء ملتهبة

الدور الوطني للحزب التقدمي الإشتراكي

التمثيل الصحيح بالعدل في حقوق المواطنين

النسبية قناع للنفوذ المذهبي المتشدد

تقسيم السلطة أخطر من تقسيم الوطن

أزمة النظام اللبناني بعد رفض المثالثة!

الإستقلال المكبَل بالإرتهان!

ذكرى ثورة فكرية في عصر التخلف والإنحدار