شهيب ممثلا جنبلاط في احتفال “التقدمي” بالاول من ايار: تحصين لبنان مسؤولية كل القوى

أقام الحزب التقدمي الإشتراكي احتفالا في قاعة جمعية الرسالة الإجتماعية في مدينة عاليه، لمناسبة الأول من أيار وذكرى تأسيس الحزب التقدمي الإشتراكي ومرور 50 عاما على رحيل المحامي شكيب انيس جابر.

حضر الاحتفال ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري المحامي علي رحال، ممثل رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط وزير الزراعة أكرم شهيب، ممثل شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن الشيخ سامي ابي المنى، النواب هنري حلو، فادي الهبر وفؤاد السعد، ممثل النائب طلال أرسلان لواء جابر، الوزير السابق محمود عبد الخالق،النائب السابق فيصل الصايغ، نقيب المحامين في بيروت جورج جريج، رئيس الحركة اليسارية اللبنانية منير بركات، قاضي التحقيق العسكري الأول رياض ابوغيدا، مفوض الحكومة لدى مجلس الإنماء والأعمار وليد صافي، كمال خير الله ممثلا حزب القوات اللبنانية، ممثل حزب الوطنيين الأحرار سرمد بوشمعون، مفوضا الداخلية والإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي هادي ابو الحسن ورامي الريس، رئيسة جمعية الرسالة الإجتماعية المحامية آمال الريس، وكيل داخلية عاليه في الحزب خضر الغضبان رؤساء بلديات وجمعيات وشخصيات.

طلال جابر
بدأ الإحتفال بالنشيدين الوطني والحزب التقدمي الاشتراكي، فكلمة تعريف لنائب مفوض العدل سعيد نصرالدين، ألقى بعدها الدكتور طلال جابر كلمة باسم العائلة فقال: “آمن عمي شكيب بالتغيير دوما الى الأفضل ودعا الى التقدم والمساواة، فوجد أمامه الحزب التقدمي الإشتراكي وقائده المعلم الشهيد كمال جنبلاط الذي نوجه اليه اليوم في ذكرى تأسيس حزبه أكبر تحية، ألم يقل شكيب جابر في إحدى خطبه “يجب أن نتوخى حقيقة واقعنا، وأن تكون الإشتراكية الجلباب المفصل ليس على مقاييس غربية، بل على مقاييس لبنانية، ولا بد للبنان، الذي فتح صدره لمختلف التيارات الفكرية في النهاية، أن يختار طريقه. بالنسبة لي لقد اخترت طريقي، الطريق التقدمية الإشتراكية، اليد باليد والكتف على الكتف مع المناضلين في صفوفه، ثم توسعت الدائرة تعاونا وتعاضدا مع أحرار العالم الثالث في نضالهم ضد الفقر والجهل والمرض والإستبداد والإستعمار”، مشيرا الى ان شكيب جابر شكل في وقته رمزا من رموز الحرية والديمقراطية في لبنان، وجسر تواصل مع حركات التحرر في العالم العربي وافريقيا”.

واضاف: “أما ما أعطاه فهو بمنتهى البساطة والعسر، أعطى صدقا، آمن بضرورة التغيير، وفي كل المواقع التي شغلها كانت الإجادة والإتقان، وكانت الإستجابة وكان ظاهرا لكل الناس أن هذا الرجل لا يريد إلا الخير للناس، وان كفاحه كان من أجلهم ولصالح قضاياهم وحسن مصيرهم، ذكرى هذا القائد والعم الحبيب ليس للحزن، هي ذكرى للصحوة وللالتزام بقضايا الناس، هي سيرة باقية بشكل مدرسة في الممارسة المتجردة العاقلة النشطة في سبيل الحق والخير والجمال والعدالة والمساواة”.

جريج
وألقى النقيب جريج كلمة اكد فيها “ان لا امتياز لدي بين الشهداء”، وقال: “أراهم واحدا، أحترم الشهادة التي تنوعت فيها الاسماء كمال، بشير، بيار، شكيب وجبران..كلهم شهداء ضمهم علم لبنان الى مثواهم الاخير ونقابة المحامين في ذكرى الشهداء تحيي اليوم الوطني لشهداء الجيش اللبناني يوم الاربعاء في 6 ايار المقبل”.

اضاف: “لقاؤنا اليوم يحمل نكهتين يجسدهما رجل كبير اسمه شكيب انيس جابر، تكريمه كمحام، وتكريمه كمحازب، في التقدمي الإشتراكي الذي انتمى وناضل في صفوفه رفيقا لكمال جنبلاط ومؤتمنا على الخط اللبناني لطائفة الموحدين الدروز السمحاء ومنفتحا على عيش واحد في منطقة كانت وعادت نموذجا للسلام ورمزا لوحدة الوطن وديمومته”.

وتابع: “شكيب انيس جابر محاميا، شرف لي أن أشارك في التكريم، فهو سليل عائلة الحق وهو عزيز جماعة أعطت المحاماة خيرة رجالاتها آباء وأبناء وأحفادا، ولا حاجة لهذه المنطقة العزيزة ولآل جابر الكرام لفحص دم، يكفي انها فعلت ما عجزت عنه الدولة، وقصر العدل في عاليه ما كان لينهض إلا بالعقار الهبة الذي سيبقى حاملا اسم العائلة التي أعطت لبنان وأعطت المحاماة وأعطت الإنسان، وهذه المبادرة ستبقى راسخة في ذاكرة النقابة والمحامين وفي سجلات الدولة ووزارة العدل، وان نسي أحد أو تناسى فالحجر ينطق وفاء لابن الجبل الذي قد من صخور هذه الأرض السخية”.

وقال: “شكيب انيس جابر محازبا هذا رقي، هذا التزام، هذا انتماء اخشى المتلون لا الملتزم، أخشى التائه الباحث عن مكان أي مكان حتى ولو في العامة، أخشى ناقلي البندقية من كتف الى كتف، ولابسي الأقنعة ومستخدمي الألسنة لكل بلاط لسانه ولكل مقام خطابه وهذا عيب من نقابة المحامين. لم تتسن لي معرفة هذا الزميل الكبير، لكن أعرف وتعرفت على الكثير عنه، كان طاقة فرح بل قيل فيه انه بركان من إيمان فوهته ابتسامة وسلام”، مشيرا الى انه “اخترع العولمة قبل افتتاحها رسميا بعقود فاختصر المسافات بين آسيا وافريقيا وأزال الحواجز بين الأثنيات واللغات والعرق واللون،

وتابع: “آمنت بالحق فدافعت عن قضايا الإنسان برجاء واحترفت العدالة فمارستها بكل نقاء، غبت باكرا نعم، لكن بقي الإرث والأثر بقي، بقي الحق يتنفس في عروق عائلة جابر الكريمة، بقي الوطن خالدا في دم حزبك العريق، بقي المجد لهذه المدينة التي أحببت والتي ارتفعت فيها قامتك المديدة وهذا ما نعبر لك عنه من امتنان ويبقى لبنان للبنانيين”.

شهيب
بعد ذلك، ألقى الوزير شهيب كلمة الحزب التقدمي الإشتراكي ورئيسه وليد جنبلاط فقال: “قلة هم الذين يحفرون في الذاكرة أسماء تبقى وتلهم، من هذه القلة مناضل بكر بالرحيل قبل عقود خمسة، شكل نموذج نضال شبابي حزبي في زمنه الى جانب المعلم كمال جنبلاط ورفاقه في الحزب التقدمي الإشتراكي، رحل، لكنه جاثم في القلب، يفخر حزبنا التقدمي، انه واحد من نبض شبابه ومسار نضاله، انه شكيب جابر، ابن عاليه، المحامي الذي لم يتقاض يوما أجرا من مظلوم ينشد العدالة، المناضل الوطني العربي التقدمي الإنساني، الذي نحيي اليوم ذكراه بمناسبة الأول من أيار، ذكرى تأسيس حزب المعلم كمال جنبلاط ورفاقه المؤسسين لنضال مستدام من اجل وطن حر، ديموقراطي، وعروبة منفتحة حضارية محورها العدالة الإجتماعية وانسانية الإنسان”.

اضاف: “نحيي الأول من أيار، وذكرى الرفيق المناضل المحامي شكيب جابر في زمن استثنائي بضغوطه وحروبه وتحدياته، واستثنائي ايضا بطموحات عربية شعبية شبابية ناضجة كطموحات شكيب رفعت الصوت عاليا تنادي بتغيير انظمة قمع الشعوب ومقابر الأحلام الوطنية والقومية، وها هي تسجل اسطورة صمود في سوريا التي دمرها نظام القتل ومؤكدة ان هذا النظام الى زوال، هذا النظام الذي استنبت الإرهاب ورعاه محاولا القضاء على الثورة وعلى كل نبض وطني مخلص لسوريا، ويمد يده الآثمة تارة الى لبنان وطورا الى العراق”.

وتابع: “وإذا كان التدخل الإيراني والدعم الروسي وتخاذل المجتمع الدولي قد أطل من عمر نظام الأسد، فإن هذا النظام الى زوال، وسيجرف نهر الدم في سوريا من تبقى من رموز ومن بينها رأس النظام، وبذلك يضع حدا لمأساة الشعب السوري وأسسا لإعادة بناء سوريا الحرة والديمقراطية”.

ورأى “ان منطقتنا العربية تواجه بالإضافة الى الخطر الصهيوني المقيم، خطر الحروب الأهلية والإقليمية التي تهدف الى تقسيم المقسم وتفتيت الكيانات الى دويلات طائفية ومذهبية لتأييد الإقتتال، بهدف بسط النفوذ وتحقيق حلم امبراطوري فارسي، أدرك العرب خطورته، وبدأت مواجهته في قمتهم الأخيرة، كما في دعم الشعب اليمني ضد الإنقلايين عبر عاصفة الحزم، كما في وقوف معظم العرب مع ثورة الشعب السوري ضد جلاده، والأمل كبير بتطوير العمل العربي المشترك الذي يشكل رافعة عربية في مواجهة التحديات والمخاطر والأطماع”.

وقال: “في هذا المناخ الضاغط، نتطلع الى تحصين لبنان من مفاعيل حروب المنطقة وإغراق الوطن في حروب مذهبية، نتطلع الى تحصين لبنان بالخروج السريع من الحرب السورية، والدعوة الى حل سياسي فيها، بتحصين حدودنا عبر الإلتفاف حول جيشنا الذي لم يقصر في الدفاع عن لبنان ولن يقصر، بدعم الدولة ومؤسساتها والإلتفاف حولها وتمكينها من تحقيق الأمن الشامل على كل الأراضي اللبنانية بقواها الشرعية، بتفعيل السلطات التشريعية والتنفيذية القضائية وتعزيز المؤسسات العسكرية والأمنية، وملء الفراغ الناجم عن عدم انتخاب رئيس للجمهورية، بدعم حكومة المصلحة الوطنية التي تسعى الى مواجهة الإستحقاقات الأمنية والإدارية والحياتية والمعيشية وغيرها، بحوار نتطلع الى أن يكون مدخلا لمسار يؤدي الى تسوية ضامنة لحربة لبنان واستقلاله وسلمه الأهلي”.

وأكد شهيب “ان تحصين لبنان مسؤولية كل القوى اللبنانية، والأمل ان تسعى كل القوى الى تحقيق كل ما يطمح اليه اللبنانيون من سلم وأمن ومواجهة للأزمات، هذا ما نصبو اليه في حزبنا التقدمي الإشتراكي، هذا ما سعى اليه ويسعى الرئيس وليد جنبلاط، الذي يشهد اليوم للتاريخ امام المحكمة الخاصة بلبنان في قضية اغتيال رمز كبير من رموز حرية لبنان واستقلاله وعروبته وتطوره وتنميته، الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ونقول لوليد جنبلاط ولكل الساعين الى غد افضل لبنانيا وسوريا وعربيا، ان الإنتظار على حافة النهر لن يطول، فربيع شباب العرب آت لا محالة وسقوط نظام القتل ورأسه حتمي وقريب، دماء كمال جنبلاط ورفاقه وقوافل الشهداء ستزهر حرية، دماء رفيق الحريري ورفاقه وقوافل الشهداء ستزهر عدالة، أحلام الشباب العربي الذي كان في طليعتهم شكيب جابر واحلام كوكبة مناضلين منهم من رحل ومنهم من استشهد من حسان بواسماعيل الى انور الفطايري الى عادل سيور الى ضاهر مرعي ريشا وغيرهم كثر تتحقق بمنعة وطنية عربية وبوطن حر”.

وختم:”الشكر لكم تشاركون في ذكرى تأسيس الحزب التقدمي الإشتراكي وفي ذكرى رحيل مناضل رمز ما زال استشهاده مضيئا في هذا الجبل”.